القائمة الرئيسية

الصفحات

درس : نتائج الحرب العالمية الاولى الرابعة اداب و اقتصاد

 درس : نتائج الحرب العالمية الاولى  

- نتائج الحرب العالمية الاولى

انتهت الحرب في 11نوفمبر 1918 و كلفة العالم و خاصة البلدان الاوروبية خسائر بشرية فادحة و انهزمت دول التحالف الثلاثي و عقد مؤتمر الصلح بباريس .

1- الحصيلة البشرية :  بلغت 9 مليون قتيل و 17 مليون جريح منهم 6 مليون عاجز ,و تكبدت أوروبا لوحدها 59 % من مجموع القتلى . و تفاوتت الخسائر البشرية بين البلدان الاوروبية من حيث نسبة القتلى من الجنود ففرنسا الاكثر  تضررا ب 1/6 من مجنديها و 1/8 فقط لكل من ألمانيا و روسيا و بريطانيا ,في حين كانت النسبة 1/34فقط في و.م.أ لأن الحرب لم تكن على أرضها . كما تسببت الحرب في  اختلالات  عميقة في البنية الديمغرافية حيث تراجعت نسبة الذكور  مقابل ارتفاع نسبة الاناث و الشيوخ .

2- الحصيلة الاقتصادية و تغير موازين القوى في العالم .

كانت انعكاسات الحرب كارثية على البلدان الاوروبية بصفة عامة و خاصة المناطق التى كانت مسرحا للمعارك فتدمرت البنية التحتية من طرقات و سكك حديدية و مصانع و جسور و سدود و السفن التجارية و الضيعات الفلاحية و تدمرت عديد المدن الاوروبية تدميرا شبه كلى .

وقد نتج عن كل ذلك تراجع مكانة أوروبا في العالم نتيجة التضخم المالي و الاتجاء الى التداين و الاقتراض من الولايات المتحدة الامريكية لمواجهة المجهود الحربي  حيث تضخم الدين العمومي بالدول الاوروبية خلال فترة الحرب أكثر من 31 مرة في ألمانيا و أكثر من 11 مرة في انجلترا .

في المقابل ساعدة الحرب على صعود دول جديدة استفادة من الحرب أهمها الو.م.أ حيث أتاحت لها الحرب مضاعفة انتاجها الزراعي و الصناعي لتسيد حاجيات دول الوفاق و المحايدين و مع نهاية الحرب كانت الو.م.أ تمتلك نصف المخزون العالمي للذهب و أصبحت تمثل مركز الهيمنة الاقتصادية للعالم عبر بورصة وال ستريت لتصبح أكبر مركز مالي في العالم .

من جهة اخرى استفادة  دول أخرى مثل كندا و الارجنتين و البرازيل و اليابان بسبب تراجع تجارة الدول الاوروبية .

3- صعوبة تسوية النزاع و معاهدات السلم

-أ- مؤتمر الصلح بباريس  :

دام مؤتمر الصلح بباريس طويلا  و شاركت فيه 32 دولة منها 27 دولة أسهمت في الحرب و استثناء(لقصاء) الدول المنهزمة في الحرب و روسيا , كما شاركت فيه وفود غير رسمية تمثل شعود المستعمرات , الا أن القرارات النهائية كانت تؤخذ في نطاق  مجلس زعماء الدول المنتصرة الاربعة (و.م.أ – انجلترا- فرنسا-ايطاليا) و هم لويد جورج الانجليزي , جورج كليمنصو رئس وزراء فرنسا , ولسن رئيس و.م.أ  و ايمانويل أورلاندو ايطاليا .

تميزت مواقف الزعماء الاربعة بالتضارب نظرا لاختلاف المصالح و هي تتمثل في :

- الموقف الامريكي: تمثل في نقاط ولسن ال14 , حاول ولسن أن يجعل من نفسه حكما نظرا لبعده عن مسرح الصراع و لقد سعى الى ضمان حقوق كل الدول بما فيها المنهزمة و حقوق المستعمرات و تحقيق سلم دائم , و من أهم النقاط التي طرحها نذكر :

-حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها

-حل الحروب و النزاعات بين الدول بطريقة سلمية بتاسيس جمعية الامم

-حرية الملاحة البحرية في العالم .

- الموقف الفرنسي: يتمثل في تحميل المانيا مسؤلية الحرب و اجبارها على دفع تعويضات للحلفاء.

- الموقف الانجليزي: كان في البداية مماثلا للموقف الفرنسي ثم جنح (مال الى) الى تمكين ألمانيا سلم مشرف حتى لا تسقط في أحضان الاشتراكية خاصة بعد اندلاع الثورة السبارتاكية في ألمانيا سنة  1919 , و كانت انجلترا منشغلة بالخطر البلشفي الزاحف على أوروبا ===} عارضت انجلترا فرنسا حتى لا يؤدي اضعاف ألمانيا الى اختلال الموازين في أوروبا .

-الموقف الايطالي : لم يتمكن أورلندو من فرض مطالب بلاده في تحقيق توسع ترابي بالنمسا فقاطع المؤتمر محتجا في ماي 1919.

-ب- جمعية الامم : تم تأسيسها في 10 جانفي 1920 بناءا على البند 14 من نقاط ولسن الا انها تشمل الدول المنهزمة في الحرب و روسيا البلشفية و كذلك الو.م.أ بسبب معارضة الكونغرس .

خيبت آمال الشعوب المُستعمرة بسبب اقرارها الانتداب عللى المُستعمرات الالمانية و الممتلكات العثمانية في المشرق العربي , و تهدف جمعية الامم الى فض النزاعات بين الدول بطرق سلمية الا أنها لم تكن تمتلك الوسائل لردع الدول المخالفة و لا تمتثل .

-ج- معاهدات الصلح : تمثلت في

* معاهدة فرساي 28جوان 1919 من أبرز بنودها :

- تخلي ألمانيا عن جزء من أراضيها (حوالى 68 الف كم مربع ) غربا لصالح فرنسا و بلجيكيا , و شمالا لصالح الدنمارك و شرقا لصالح بولونيا مع منحها منفذا على بحر البلطيق و فصل بروسا الشرقية عن التراب الالماني .

- التخلي عن المستعمرات الموجودة خارج أوروبا لفائدة المنتصرين

- عدم تسليح منطقة الراين القريبة من الحدود الشرقية الفرنسية .

- دفع تعويضات مالية للدول المنتصرة قدرة ب 132 مليار من الماركات الذهبية .

- نحديد الجيش الألماني ب100 ألف رجل و الغاء الخدمة العسكرية الاجبارية و تحديد عُدة (تجهيزات) و نزع سلاح منطقة رينانيا .

==== اعتبر الالمان هذه المعاهدة ظُلما  أذ فرض عليهم امضاؤها " املاءات" ( دكتات) رغم انها لم تهزم ميدانيا .

*معاهدة نويي  نوفمبر 1919 : فرضت على بلغاريا حيث تم اجبارها على التخلى عن قسم من اراضيها لصالح اليونان و يوغسلافيا و رومانيا و تحديد قواتها العسكرية .

*معهدتا سان جرمان 1919 و تريانون 1920 : فرضت على النمسا و المجر و بموجبها وقع فصل النمسا عن المجر و اقتطاع أجزاء هامة من الاراضي لصالح دول جديدة (مثل يوغسلافيا ,بولونيا,تشيكسلوفاكيا ) و لصالح رومانيا و اليونان و ايطاليا .

*معاهدة سيفر أوت 1920: فرضت على الامبراطورية العثمانية و أجبرتها على التنازل عن ممتلكاتها العربية لصالح فرنسا و بريطانيا و قسم من أراضيها الاوروبية لصالح اليونان و بذلك طبق النجليز و الفرنسيون بنود اتفاقية بسايكس بيكوا السرية حول اقتسام الاراضي العربية سنة 1916 بالاضافة  الى وعد بريطانيا لليهود على لسان وزير خارجيتها بلفور في نوفمبر 1917 بأعانتهم على تكوين وطن قومي لليهود في فلسطين.

-د- الخريطة الجغراسياسية  الجديدة :  تميزت بـ :

- تفكك الامبراطوريات الاربعة الاوروبية القديمة و هي الروسية , الجرمانية الالمانية , النمساوية المجرية و العثمانية .

- ظهور دول جديدة تم انشائها على أسس قومية أو استراتيجية مثل بولونيا التي بُعثت من جديد على حساب ألمانيا و روسيا , و تشيكسلوفاكيا التي تكونت على حساب النمسا و ألمانيا , و يوغسلافيا التى جمعت بين صربيا , كرواتيا , سلوفينيا ,الجبل الاسود  و البوسنة و الهرسك .

- انفصال دول بحر البلطيق الثلاثة عن روسيا البلشفية و هي لتوانيا و أستونيا  و لتفيا (لتونيا) .

- فقدت الامبراطورية العثمانية ولاياتها العربية و وضعه هذه الولايات تحت الانتداب( شكل من اشكال الاستعمار)  الابريطاني و الفرنسي , كما فقدت أجزاء من اراضيها بالاناضول لكن الثورة الكمالية تمكنت من تحرير هذه الاجزاء بالاناضول و امضاء معاهدة لوزان  ( عوضت معاهدة سيفر)  و اعلان الجمهورية في 24 جويلية 1923 و الغاء الخلافة الاسلامية .

- الانتداب البريطاني على العراق و فلسطين و الانتداب الفرنسي على سوريا و لبنان و تجاهل وعود بريطانيا للشريف حسين بتكوين دولة عربية كبيرة  مقابل الثورة ضد الاتراك , و اقرار جمعية الامم لهذا الانتداب .

- لم تحصل المُستعمرات على اية امتيازات رغم مساهمتها بأبنائها في الحرب مما سيساهم في تنظيم و تنشيط حركات التحرر بالمُستعمرات .

 خاتمة : لم تسوي المعاهدات التى ابرمت اثر الحرب العالمية الاولى مسألة القوميات و التنافس الاستعماري , كما تضمنت نتائج هذه الحرب بذور خلافات جديدة ستكون من بين أهم أسباب اندلاع الحرب العالمية الثانية .



هل اعجبك الموضوع :

تعليقات