القائمة الرئيسية

الصفحات

درس الحــرب العالـــمـية الثــانــيــة الاسباب و النتائج لتلاميذ الرابعة اداب

 

الحــرب العالـــمـية الثــانــيــة

مقدمة : اندلعت الحرب العالمية الثانية في سبتمبر 1939 و انتهت في أوت 1945 و تميزت بجسامة خسائرها المالية و البشرية و عمق تأثيرها على مستقبل العلاقات الدولية الى بداية التسعينات .فماهي أسباب هذه الحرب و ماهي نتائجها ؟

للاطلاع على كامل الدرس بصيغة PDF اضغط هنا 

I.      أسباب الحرب  

1-   مخلفات الحرب العالمية الأولى :

مثلت نتائج الحرب العالميّة الأولى سببا من الأسباب العميقة التي ساهمت في اندلاع الحرب العالميّة الثانية ومن أهمّ مخلّفاتها :

** نقائص مؤتمر السلم في باريس سنة 1919:

التي زرعت بوادر نزاعات جديدة وخلّفت مواطن توتّر عديدة كما ولدت مقررات  هذا المؤتمر خيبة أمل لكل من ألمانيا و ايطاليا على حد سواء حيث :

-  خيّبت آمال الايطاليين بسبب تجاهل جزء هام من مطالبهم الترابيّة, وقد استغلّ الفاشيون ( بزعامة موسليني) ذلك وأجّجوا الشعور القومي ووصلوا إلى السلطة وعملوا على إعادة مجد روما وطالبوا بإعادة تقسيم المستعمرات.

 - تضمنت شروطا قاسية على ألمانيا (الديكتات)  , كما أن  القرارات التي أُتخذت  لم تأخذ بعين الاعتبار مسألة القوميات مثل انتزاع السودات من المانيا و ضمها الى تشيكوسلوفاكيا  رغم احتواءها على 3 مليون ألماني,  و الممر البولوني الذي يربط بولونيا ببحر البلطيق و يقسم ألمانيا الى قسمين منفصلين.

**  - الاتحاد السوفياتي فقد جزءا من أراضيه من بينها مناطق البلطيق التي شكّل منه المنتصرون " حزاما صحيّا " ضدّ تسرب الشيوعيّة إلى الغرب

 أدّت معاهدة فرساي إلى تمزيق الوحدة الترابيّة والبشريّة لألمانيا وكبّلتها بدفع تعويضات مشطّة فاعتبرت ألمانيا ذلك طعنة من الخلف فتولد الحقد الالماني و الرغبة في الانتقام .  

2 – أزمة الثلاثينات الاقتصادية ( الكساد الكبير)

تسبّبت أزمة الثلاثينات الاقتصاديّة ( 1929 ) في اتّساع الهوّة بين الدول الرأسماليّة وزادت في إذكاء الأطماع التوسعيّة لعدد من الدول المتضررة من عواقبها وقد أدت الأزمة إلى ظهور مجموعتين من الدول اختلفت من حيث قدرتها على مواجهتها للأزمة :

 - مجموعة أولى تتألف من دول غنيّة تمكّنت بفضل أهميّة أسواقها الداخليّة ومستعمراتها من تجاوز مخلفات الأزمة بسرعة.

 - مجموعة ثانية تتألف من دول أقل غنى وتتكون من دول تشكو من ضيق أسواقها وافتقارها للمستعمرات وتتألف خاصة من ألمانيا وايطاليا واليابان ( الانظمة الكليانية)  وقد رأت هذه الدول أنّ الحل يكمن في انتهاج سياسة توسعية استعمارية.

3- اخفاق و فشل سياسة الامن الجماعي .

تم انشاء جمعية الامم سنة 1920 لحل المشاكل بين الدول بطرق سلمية , و قد انظمت المانيا الى هذه الجمعية سنة 1926 بعد تقارب المواقف بين فرنسا و ألمانيا في اتفاقية لوكارنو في  1925, غير ان مضاعفات ازمة الثلاثينات وتر العلاقات الدولية و من مظاهر هذا التوتر اتباع الانظمة الكليانية  ( المانيا , ايطاليا , اليابان ) سياسة متصلبة تقوم على التصنيع الحربي حيث أن :

* المانيا : فشل ندوة جنيف فيفري 1932 لنزع السلاح ورفض فرنسا حقّ ألمانيا في التسلّح وكانت ألمانيا قد رفضت تحديد تسلحها منذ 1931 فانسحبت ألمانيا من الندوة ثم انسحبت من جمعية الامم في اكتوبر 1933 اثر وصول هتلر للحكم الذي قرر العودة الى التسلح و التملص من معاهدة فرساي  و تسليح منطقة رينانيا( بين فرنسا و المانيا ) و أعادة التجنيد الاجباري . كما توحدت المانيا مع النمسا ( الانشلوس وهي هي عملية سلمية تم بموجبها ضم النمسا الى المانيا ). كما اتبعت المانيا سياسة توسعية لاسترجاع أراضيها فقامت بتفكيك تشيكوسلوفاكيا و استرجاع منطقة السودات (ذات الاغلبية الالمانية) وذلك بعد موافقت كل من فرنسا و بريطانيا في مؤتمر ميونخ في سبتمبر 1938 مقابل اعادة السلم الى أوروبا .

 

* ايطاليا:  صعد الفاشيون الى السلطة بزعامة موسوليني الذي سلك سياسة توسعية فأحتل أثيوبيا سنة 1936 و ضمها الى الممتلكات الايطالية في الصومال و أمام تنديد جمعية الامم بهذا التصرف انسحبت ايطاليا من هذه الجمعية في ديسمبر سنة 1937.

 

*اليابان:  احتلت منطقة منشوريا بشمال الصين في ديسمبر 1931 و امام تنديد جمعية الامم بهذا الاحتلال انسحبت اليابان من الجمعية في مارس 1933 و بسط نفوذها بجنوب منشوريا و بمنطقة الهند الصينية .

 


  *** تقارب الدكتاتوريات:                            

-عُوقبت إيطاليا اقتصاديا لغزوها أثيوبيا، فساندتها ألمانيا، وأعلنت معها محور روما- برلين سنة 1936.

- عقد اليابان مع ألمانيا الحلف المضاد للشيوعية العالمية سنة 1936، والتحقت به إيطاليا سنة 1937.

- ساعدت ألمانيا وإيطاليا (دعم عسكري) الثورة الفاشية للجنرال فرانكو على حكومة الجبهة الشعبية في إسبانيا سنة 1936.

***ضعف الديمقراطيات وتباعدها:

يعود ضعف الديمقراطيات إلى الانشغال بمشاكلها الداخليّة الناجمة عن مضاعفات أزمة الثلاثينات الاقتصاديّة وميل الرأي العام لشعوبها إلى السلم ومن مظاهر ذلك :

- اعتماد فرنسا سياسة دفاعيّة تجسّمت في خط ماجينو على الحدود مع ألمانيا.

- انعزال الو.م.أ بعد الحرب الأولى ورفضها مبادئ ولسن والانضمام إلى جمعيّة الأمم.

- انتهاج انجلترا لسياسة المسالمة والتهدئة وتقديم التنازلات.

4- الاستعداد للحرب :

- بعد ان سُمح له بضم السودات  تبيّنت أطماع هتلر التوسعيّة عندما طالب بمدينة دانتزينغ البولونيّة  فقرّرت الديمقراطيات التصدي له فأيقن الجميع أن الحرب وشيكة وانطلق السباق نحو التحالف :

*الحلف الفولاذي : 31 مارس 1939 بين ألمانيا وايطاليا.

*معاهدة عدم الاعتداء بين الاتحاد السوفياتي وألمانيا في 23 أوت 1939 وكانت ألملنيا تريد من خلال ذلك ضمان أمن الجبهة الشرقية كي تتفرغ للجبهة تاغربية أي محاربة فرنسا. كما اتفق الطرفان في السر على تقاسم بولونيا اثر هذه الاتفاقية فبادرت المانيا باجتياح بولونيا في 1 سبتمبر 1939 مما أدي الى انطلاق الحرب الحرب العالمية الثانية.



هل اعجبك الموضوع :

تعليقات