القائمة الرئيسية

الصفحات

درس : التحولات الاقتصادية في أوروبا في القرن السابع عشر و الثامن عشر : المثال الانجليزي 3 أداب

التحولات الاقتصادية في أوروبا في القرن السابع عشر و الثامن عشر : المثال الانجليزي

مقدمة : تعتبر انجلترا من أبرز البلدان المستفيدة من الاكتشافات الكبرى رغم مساهمتها المحدودة فيها اذ تمكنت من تحقيق نهضة سريعة بفضل سيطرتها على التجارة البعيدة و تأسيس امبراطورية استعمارية شاسعة مما ساعدها على تحقيق تحولات اقتصادية هامة خلال القرن الثامن عشر .

فماهي العوامل المساعدة على تحقيق هذه التحولات ؟ و ماهي مظاهرها ؟

1 العوامل المساهمة في تحقيق التحولات .

-1 - العوامل السياسية و الفكرية : تتمثل في

- الاستقرار السياسي و تكريس الحكم الملكي النَيرْ: ادت الصراعات السياسية التى شهدتها انجلترا خلال القرن 17 الى احداث البرلمان للائحة حقوق في فيفري 1689 تحُدُ من سلطة الملك و أقرت الحريات .

- انتشار الافكار الاقتصادية الجديدة : حيث راجت منذ القرن 18 افكار تطالب بالحد من تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية مما خلق مناخا محفزا للاستثمار في الفلاحة و الصناعة .

2 تزايد الطلب و التوسع الاستعماري

أ- تزايد الطلب و اتساع أفاق الترويج : تزايد الطلي بسرعة في انقلترا و بكامل أوروبا خلال القرن 18نظرا لسرعة النمو السكاني اذ ارتفع عدد السكان من 5 مليون نسمة سنة 1700 الى 7.3 مليون سنة 1750 فزاد بذلك الاقبال على الانتاج الفلاحي و الصناعي خاصة النسيج كما خلق التوسع الاستعماري فرصة للتصدير.  

ب- تكوين امبراطورية استعمارية :

كونت انقلترا أسطولا بحريا و تجاريا قوى نافس الامبراطوريات الاستعمارية الاخرى خاصة اسبانيا و هولندا و فرنسا و قد شملت هيمنتها خلال القرن 17 الساحل الشرقي الامريكا بانشاء 13 مستعمرة كما تركزت في كالكوتا و بومباي في الهند .

أما خلال القرن 18 فقد استفادة انجلترا من تراجع الامبراطوريات الاخرى فانتزعت من اسبانيا جبل طارق و مايولك و سيطرة على التجارة المثلثة  بما فيها تجارة العبيد و قلصت النفوذ الفرنسي بكندا .

3- الهيمنة على نظام الاقتصاد العالمي :

ربط نظام الاقتصاد بين أوروبا و عديد المواقع التي هيمنة عليها فنشأت علاقات تبادل غير متكافئة اذ كانت بلدان المركز و في مقدمتها انجلترا و فرنسا و هولندا  تروج المصنوعات أما دور شبه الاطراف مثل اسبانيا و البرتغال فهي تلعب دور الوسيط أما الاطراف و خاصة المستعمرات بأمريكا و الهند و افريقيا فهي توفر المواد المنجمية خاصة الذهب و الفضة و الفلاحة كالقطن كما كانت افريقيا توفر العبيد.

2 – التحولات الفلاحية

تتمثل في تركز الضيعات الراسمالية الكبرى ,أصد الانجليز قرارات تفرض المسح العقاري و تسيج الاراضي مما أدى الى تراجع مساحة الملكيات الجماعية و الاراضي  المفتوحة مثل المرعى .

كما طور الانجليز طرق الانتاج الفلاحي فقامو بتعويض الدورة الثنائية في استغلال الارض بدورة ثلاثية تسعى الى تقليص مساحة الاراضي البور ثم تعويض البور بدورة رباعية تتم فيها زراعة العلف التى تساهم في اثراء الاراض كما تم تعويض المحراث البشري بالمحراث حديدي و تجفيف المستنقعات مما ضاعف مساحات الانتاج و زاد المردود .

3- بوادر حركة التصنيع

1- أهمية التحولات التقنية : بتراكم رؤوس الاموال القادمة من أرباح التجارة بعيدة المدى تم دفع حركة التصنيع فظهرت عدة اختراعات تقنية أهمها :

* اختراع المحرك البخاري سنة 1769 من طرف جيمس واط .

* اختراع المكوك الطائر( في صناعة النسيج)  سنة 1733 من طرف جون كاي حيث مكن ذلك من تسريع صناعة النسيج

* تطوير صناعة التعدين بأستعمال فحم الكوك أي الفحم الحجري المصفى .

2- ارتفاع الانتاج و التحول التنظيمي للصناعة :

-- تنوع و ارتفع الانتاج : شهدت الصناعة الانجليزية خلال القرن 18 تنوعا في الانشطة فالى جانب الصناعة الغذائية كتحويل السكر و المطاحن نشطت الصناعات الاستخراجية كالتعدين و السفن و النسيج و الصناعات الميكانيكية .

كما حقق الانتاج الصناعي نموا تجلى من خلال ارتفاع انتاج النسيج , و بين سنة 1695 و سنة 1799 ارتفع الصوف من 22 الف طن الى 54 الف طن و القطن من 500 طن لى 25 الف طن و تطور مؤشر صناعة السفن من 100 سنة 1700 الى 3 الف سنة 1789  و بالنسبة للتعدين تضاعف انتاج الصُلب بأربعة مرات بين سنة 1720 و 1769.

و بانتشار استعمال المحرك البخاري و الافران العالية سجل انتاج الفحم الحجري ارتفاعا هائلا  من 2.5 مليون طن سنة 1780 الى الى 10 مليون طن سنة 1789 . ان تنامي الانتاج يرتبط بالتقنيات الجديدة و كذلك بتغير الهياكل التنظيمية للصناعة .

 - بروز المصانع الكبرى :كان النشاط الحرفي ذا صبغة عائلية داخل المنازل أو في الورشات الصغرى... و بأستعمال الالات الجديدة برزت المانفكتورات أي المعامل الصغرى ثم شيدت المصانع الكبرى ذات الطوابق و المعتمدة على المحلاكات البخارية و على عدد كبير من العمال و هذه المصانع تركزت قرب مناجم الفحم حيث برزت مدن صناعية مثل مانشستر و ليفربول .

3- تطور المواصلات : فرضت ضرورة توفير حاجيات الصناعة  من مواد اولية و الترويج للانتاج المتنوع و المتزايد و تسهيل حركة السكان كل هذا فرض تطوير شبكات النقل في ظرفية توحدت فيها السوق الداخلية بالغاء الحقوق الجمركية و و حقوق المرور  و تكونت سوق وطنية تتحرك فيها بحرية كل رؤوس الاموال و اليد العاملة و المنتجات و أصبحت فيها السوق الخارجية أساسية لجلب المواد الاولية مثل القطن و الترويج للمنتجات الانجليزية المتنوعة .....لقد استفادة و وسائل النقل من التطور التقني فصنعت عربات اكثر متانة و سرعة و شيدت شبكة هامة الطرقات و في سنة 1759 تم حفر أول قناة لربط مدينة مانشستر بمناجم و في أواخر القرن 18 أصبحت القنوات تمتد على 2500 كلم  و في سنة 1779 شيد أول جسر حديدي على نهر سيفرن في انجلترا و يبقى النقل البحري أبرز مستفيد اذ تضخم الاسطول التجاري فمر عدد السفن من 3300 سنة 1702 الى 9400 سنة 1776 كما تعددة المواني النشيطة مثل لندن و ليفربول.

خاتمة.


 

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات