القيروان
: خصائص العمارة
مقدمة : تميزت مدينة القيروان منذ تأسيسها بتطورها
العمراني و توسعها المتواصل فتعددت وظائفها و أشعت بخصائها العمرانية المميزة على
كامل بلاد المغرب .فماهي أصناف العمارة القيروانية ؟ و ماهي خصائصها الهندسية و
الفنية ؟
للإطلاع على كامل الدرس اضغط هنا
1- أصناف العمارة القيروانية
-أ- العمارة المدنية :
- دار الامارة ( القصبة) : وهي مركز السلطة
و الحكم تحتل قلب المدينة و هي قريبة من الجامع الكبير و من السوق .
- السماط : و هو السوق الذي تجتمع فيه كل أنواع المتاجر و الصناعات
و بلغ طوله حوالي 2230 م فشكل أكبر أسواق بلاد المغرب
–
الفسقيات : و هي أهم تجهيزات المدينة و توجد خارها ,و هي مرتبطة بمواجل في الداخل , و
أشهرها الفسقيات التي بنيت في عهد أبراهيم الاغلب .
-ب- العمارة العسكرية :
- السور الخارجي : له وظيفة دفاعية فهو
يحيط بالمدينة و يحميها , يبلغ سمكه 6 أمتار و تتخلله عدة أبواب أبرزها باب أبي
الربيع , باب عبد الله و باب تونس ....
- الرباطات : هي منشأت بناها الاغالبة لها طابع عسكري و تقوم
بالوظيفة الدفاعية و توجد بالساحل للإنذار
في حالات الخطر و ابرزها رباط مدينة سوسة
و هو قلعة مستطيلة الشكل تضم عديد الأبراج للمراقبة و تتميز بجدران سميكة و عالية حيث
ان ارتفاعها يبلغ 10 أمتار و توجد في
أعلها فتحات تسهل صد المهاجمين .
-ج- العمارة الدينية : تعتبر من أهم
أصناف العمارة القيروانية و تنقسم الى صنفين :
- الزويا: و أبرزها زاوية سيدي عبد القادر و زاوية سيدي الصحبي (
أبو زَمْعَة البلوي - صحابي-) .
- الجوامع : هي متعددة مثل جامع الأبواب الثلاث و جتمع الوردة و أشهرها و أقدمها هو جامع عقبة بن نافع وهو الذي عرف عدة تحولات معمارية خلال القرنين 2و3هجري .
2- الخصائص الهندسية و الفنية لجامع عقبة
بن نافع :
-أ- طبيعة البناء و
الغرض منه : هو جامع و هو مَعْلَمْ عام يقوم بدور ديني
حيث تقام فيع العبادات كما يضطلع بدور تعليمي و ساهم في نشر التعريب و نشر
الإسلام .
-ب- تاريخ الجامع : تأسس سنة 50هـ /670م على يد عقبة بن
نافع ( فاتح افريقية و مؤسس القيروان) من أجل تثبيت التواجد
العربي الإسلامي في شمال افريقيا . عرف الجامع عدة تحولات
حيث تم هدمه و إعادة بنائه عدة مرات باستثناء محرابه, كما أضيفت له عدة
أجزاء مثل قبة البهو .
-ج- الشكل و الابعاد : هو بناء مستطيل الشكل غير
متوازي الاضلاع يبلغ طوله 126متر و عرضه 77متر , تتخلل الصور الخارجي دعامات لدعم الحائط و توجد له تسعة أبواب .
-د- المواد المستعملة
في البناء : بنى الجامع من الحجارة المصقولة و الآجر المجفف و هي مواد صلبة و قوية
تعتمد في العمارة العسكرية .
-هـ- المكونات
المعمارية لجامع عقبة :
* الصحن : هو عبارة عن ساحة
فسيحة غير مغطاة وهي مُبلطَة ,توجد فيها صهاريج مياه و ساعة شمسية لتحديد مواقيت الصلاة تحيط به الاروقة
من 3 جيهات ذات أقواس حَدْويَةُ الشكل .
* المئذنة( الصومعة) : مربعة الشكل و
تتكون من 3 طوابق و تنتهي بقبة ,و يبلغ ارتفاعها 31متر .←تبدو الصومعة كبرج مراقبة .
* المحراب
: هو عبارة عن تجويف في حائط القبلة عرضه 1.90 متر و عمقه 1.60م و قوسه حدوي
الشكل تعلوه قبة و رغم تعدد الاشغال في الجامع في مختلف الفترات فأن المحراب لم
يتغير .
* بيت الصلاة : مستطيلة الشكل
تحتوي عدد كبير من الاعمدة ذات التيجان متنوعة الالوان و الاشكال منها الروماني
والبيزنطي و الحفصي , و يسمى كل ممر بين صفين من الاعمدة بالبلاط .كما يضم بيت
الصلاة قبتان قبة المحراب و قبة البهو .أما السقف فهو من الخشب الرفيع
.
-و- الزخارف و الزينة : لا توجد في جامع
عقبة مظاهر فنية كثيرة لانه متأثر بالعمارة العسكرية حيث تنحصر الزخارف خاصة في
المحراب وهي تعتبر من أقدم و أجمل الزخارف في جوامع المغرب بالإضافة الى زينة تيجان الاعمدة و السقف .وفي مجملها زخارف تعتمد
على أشكال هندسية و نباتية مثل أوراق العنب و التين و سعف النخيل بالإضافة الى
الالواح الرخامية المنقوشة .
خاتمة :
ساهمت القيروان في نشر الحضارة العربية
الإسلامية من خلال طرازها المعماري الذي تداخلت فيه الهندسة العربية الإسلامية مع
أنماط معمارية أخرى و تجلى ذلك في جامع عقبة الذي مثل نموذج تم تقليده كل بلاد
المغرب و الاندلس .
تعليقات
إرسال تعليق