الظاهرة الحضرية : الانفجار الحضري
: أمثلة من العالم النامي
مقدمة : لئن ظهرت المدن منذ آلاف السنين فأن ظاهرة التحضر تعد حديثة حيث انطلقت منذ منتصف القرن 18 خاصة مع الثورة الصناعية لتشمل كامل أنحاء العالم خاصة البلدان النامية .فماهو مفهوم الظاهرة الحضرية ؟ و ماهي مظاهر و عوامل التحضر و أهم انعكاساته ؟
للاطلاع على كامل الدرس اضغط هنا
1- مفهوم الظاهرة الحضرية
-أ-
التحضر و نسبة التحضر :
** التحضر : تزايد المدن من حيث العدد و الحجم و الامتداد المجالي و
كيفية استخدام الأرض و نمط العيش المميز .
** نسبة التحضر : هي نسبة سكان المدن من مجموع السكان في منطقة ما و في تاريخ محدد و تحسب :
-ب-
مقاييس التحضر :
**تعريف المدينة : هي كل تجمع سكني يبلغ حجما معينا من
السكان يختلف من بلد الى اخر تهيمن فيه أنشطة غير فلاحية .
يقوم التجمع
الحضري (مدينة) على عدة مقاييس أبرزها :
*
المقياس الكَمي : يعتمد على العدد الأدنى للسكان المجتمعين و
الذي يختلف من بلد الى اخر فتجمع 200ساكن في الدنمارك يشكل مدينة بينما يجب ان
يكون العدد 50 ألف ساكن في اليابان أما في تونس فيُعتمدُ المقياس الإداري فكل مركز
بلدية يعتبر مدينة دون اعتبار لعدد السكان .
*
المقياس المشهدي : يقوم على وجود نواة (مركز) تنتظم حولها
مباني كثيفة و متلاصقة تستخدم في أنشطة مختلفة و تربط شبكات نقل بين أطراف المدينة
و مركزها .
*
مقاييس وظيفية و نوعية : تقوم المدينة على أنشطة غير فلاحية مثل
الصناعة و الخدمات , كما تتميز بثقافة و نمط عيش مميز .
2-
مظاهر التحضر :
-أ- الانفجار الحضري
في العالم النامي :
* تعريف الانفجار الحضري : تسارع كبير لعدد سكان المدن .
تزايد عدد السكان
الحضر في العالم بنسق سريع ليقفز من 724 مليون نسمة سنة 1950 الى أكثر من 4 مليار
سنة 2019 , أي بنسبة 55.7 % من مجموع السكان في العالم . و يعود ذلك الى
ظاهرة الانفجار الحضري في البلدان النامية حيث ارتفع نصيب العالم النامي من السكان
الحُضَر في العالم ليبلغ 76 % أي مايعادل حوالي 3.5 مليار نسمة سنة 2019 و
نتيجة لذلك أصبح العالم النامي يحتوي 8 حواضر ( مدن كبرى) من بين العشرة مدن
الأولى في العالم بينما كانت 3 حواضر فقط
سنة 1950 .
-ب- تفاوت درجات التحضر بين بلدان العالم :
3- عوامل التحضر و
انعكاساته
-أ-
عوامل التحضر :
* في العالم
المتقدم : يفسر ارتفاع التحضر في العالم المتقدم بالنمو الاقتصادي و بقدم
ظاهرة التحضر التي تعود الى الثورة الصناعية .
* في العالم النامي : يمكن ان نفسر ارتفاع التحضر في العالم النامي ب :
- ارتفاع التزايد
الطبيعي لسكان المدن.
-ارتفاع معدل
النمو الطبيعي في الأرياف مع تزايد البطالة و مكننة الفلاحة الامر الذي زاد في نسق
النزوح الريفي .
-تنامي القطاع
الصناعي و الخدمي في المدن مما وفر مواطن شغل و استقطاب أعداد هامة من المهاجرين
خاصة من الأرياف .
-الثقل الديمغرافي
للعالم النامي خاصة الصين و الهند مما ساهم في تشكل مدن مليونية .
-ب-
انعكاسات التحضر ( الانفجار الحضري) في البلدان النامية .
* مجالية :
-توسع المدن على
حساب الأراضي الزراعية .
-توسع المدن على
الأطراف في شكل ضواحي غالبا ما تكون فوضوية البناء و قليلة لتجهيزات الأساسية .
- يتميز عديد هذه
المدن بالمحافظة على نمط عيش أقرب الى الريف منه الى المدينة .
* بيئية : يتسبب التوسع السريع للمدن و تزايد أعداد الحُضَر ارتفاع
معدلات التلوث في التربة و المياه بسبب تزايد النفايات و تلوث الهواء لكثرة
المصانع و السيارات .
* اجتماعية :
- تزايد الطلب على
الحاجيات الأساسية مثل الصحة و المواد الاساسية الغذائية و الماء و الكهرباء و
السكن و التعليم ...
-تفاقم البطالة
بسبب عدم قدرة القطاع الصناعي و الخدمي على استعاب العدد الكبير من العاطلين .
-انتشار الامراض
الاجتماعية كالجريمة و السرقة و التسول و أطفال الشوارع .
- ارتفاع أسعار
العقارات و الاكرية .
4- الانفجار الحضري بمدينة القاهرة
-أ-
مظاهر الانفجار الحضري لمدينة القاهرة :
توسعت مدينة
القاهرة بشكل كبير و نما عدد سكانها بنسق سريع حيث تضم القاهرة الكبرى 20 مليون
نسمة و هي من الحواضر الكبرى في العالم , أدى هذ النمو الديمغرافي الكبير الى
ارتفاع الكثافة السكانية بالمدينة فتوسع مجال المدينة الحضري في الأطراف نتيجة
الاختناق السكني فبرزت مناطق سكنية عشوائية فقيرة و أخرى راقية منتظمة .
-ب-
صعوبات ناجمة عن الانفجار الحضري بالقاهرة :
- على
مستوى النقل : تشكو مدينة القاهرة من أزمة زحمة السير
التي لها تداعيات على جودة الحياة و الاقتصاد و تزيد من استهلاك الوقود و التلوث و
تجعل من القاهرة لا تستقطب الاعمال و الصناعة , كما أن أغلب سكان القاهرة يستعملون
وسائل النقل العمومية و يعتمدون المشي على الاقدام وذلك بسبب شدة الزحمة في
الطرقات .
- على
مستوى السكن : تعرف القاهرة أزمة سكن حادة فليس من السهل
توفر السكن فيها فبرزت أحياء فقيرة و قصديرية مهمشة كما يلجأعدد هام من سكان
القاهرة للعيش في المقابر أو على زوارق بحرية في النيل وذلك مقابل وجود أحياء
راقية أمر الذي يزيد في حدة الفوارق الاجتماعية .
- التلوث : مما لا شك فيه أن النظام البيئي هو أول
المتضررين من الانفجار الديمغرافي والحضري لمدينة القاهرة فتزايد السكان يؤدي الى
تلوث الهواء و ازدياد كمية النفايات
فتتلوث التربة والمائدة المائية بالإضافة الى مشكلة إعادة تدويرمياه الصرف الصحي.
خاتمة :
لئن نما التحضر في البلدان المتقدمة بشكل
موازي للتطور الاقتصادي ,فأنه نما في البلدان النامية بطريقة عشوائية مرتبطة أساسا
بمشاكل النمو الديمغرافي مما افرز مدنا ضخمة في العالم النامي تعاني من عدة صعوبات
.
تعليقات
إرسال تعليق