القائمة الرئيسية

الصفحات

درس : القيروان قاعدة الانتشار العربي الإسلامي في بلاد المغرب و الاندلس : الاولى ثانوي

القيروان قاعدة الانتشار العربي الإسلامي في بلاد المغرب و الاندلس

مقدمة : بدأ العرب المسلمون محاولات الانتشار ببلاد المغرب منذ سنة 27 هـ عن طريق عدة غزوات لكن تأسيس القيروان كان بداية الاستقرار وتدعيم التواجد العربي الإسلامي في كامل بلاد المغرب و الاندلس .

للاطلاع على كامل الدرس اضغط هنا 

فماعي ظروف تأسيس القيروان ؟ ماهو دورها في نشر الحضارة العربية الإسلامية ؟ ماهي مكانتها الحضارية ؟

1- ظروف تأسيس القيروان و دورها في نشر الحضارة العربية الإسلامية ببلاد المغرب و الاندلس .

-أ- الحملات الاستطلاعية و تأسيس القيروان :

** الحملات الاستطلاعية : بسبب بعد بلاد المغرب عن مركز الخلافة الإسلامية قام العرب المسلمون بحملات عسكرية استطلاعية في افريقية البيزنطية بدأت أولى هذه الحملات أثناء خلافة عثمان بن عفان على يد والي مصر عبد الله بن سعد ابن أبي سرح سنة 27هـ/647م  و الحملة الثانية في العهد الاموي على يد معاوية بن حديج الذي قام بحملتين سنة 41هـ/661م و سنة 45هـ/665م , و اكتفى العرب المسلمون في هذه المرحلة بجمع الغنائم و استكشاف دواخل البلاد .

**تأسيس القيروان : أسس عقبة بن نافع في عهد الخليفة الاموي معاوية ابن أبي سفيان سنة 50هـ/670م و هي عبارة عن قاعدة عسكرية لتسهيل عملية الفتح و ذلك في ايطار حركة التمصير التي ظهرت في الشرق.

و قد اختار عقبة بن نافع موقع استراتيجي لبناء المدينة حيث جعلها بعيدة عن البحر خوفا من هجمات البيزنطيين و بعيدة عن الجبال حيث البربر و اختار لها موقع محصن صبيعيا حيث جعلها على سهل قرب سبخة و على ضفاف وادي . 

== سمح هذا الموقع بحسن مراقبة المدينة و حمايتها , كما تميزت هذه المنطقة بطبيعتها الجغرافية المشابهة لبيئة العرب الفاتحين .

-ب- دور القيروان في الانتشار الإسلامي ببلاد المغرب و الاندلس .

مثلت القيروان قاعدة الانتشار الإسلامي نحو الغرب حيث انطلقت منها عدة حملات عسكرية و هي :

** حملة عقبة بن نافع : قام عقبة بحملة في اتجاه الغرب سنة 62هـ/682م  و وصل الى المغرب الأقصى و محاربته للقبائل البربرية لكنه قتل في طريق عودته بالمغرب الأوسط (الجزائر) على يد القائد البربري كُسَيْلة سنة 64هـ/684م و بذلك توقف الفتح دون اخضاع المنطقة بسبب شدة مقاومة البربر .

** حملة حسان بن نعمان : تمكن حسان من القضاء نهائيا على الوجود البيزنطي بقرطاج سنة 76هـ/694م ثم تمكن من القضاء على الكاهنة البربرية سنة 82هـ/701م بعد أن خربت البلاد  .

** حملة موسى بن نصير : اكتمل فتح بلاد المغرب معه سنة 86هـ/705م و أصبحت أفريقية ولاية مستقلة عن مصر .

** حملة طارق ابن زياد و فتح الاندلس : بدأت الحملة على الاندلس سنة 92هـ/711م بقيادة طارق ابن زياد البربري و سانده والى بلاد المغرب موسى بن نصير على رأس جيش أخر سنة 712م ليكتمل فتح الاندلس سنة 94هـ , و واصل المسلمون الفتح الى وسط فرنسا حيث توقفوا بسبب الثلوج و البرد الشديد , و هزيمتهم في معركة بلاط الشهداء سنة 113هـ/732م .

و انطلاقا من القيروان تمت السيطرة على جزيرة صقلية في عهد الدولة الأغلبية على يد أسد ابن الفرات سنة 827م .

2- المكانة الحضارية للقيروان

-أ- الدور السياسي و العسكري :

أصبحت القيروان مستقلة عن مصر منذ تولى موسى بن نصير و بالتالي أصبحت مركزا تصدُر منه القرارات لجيوش الفتح , وقد لعبت دورا مهما في فتح بقية بلاد المغرب و الاندلس حيث انطاقت منها أغلب الجيوش بأتجاه الغرب . كما تم تشريك العنصر البربري في الجيش الإسلامي و في القيادة مثل طارق ابن زياد و قد بلغت القيروان من القوة السياسية الى مرحلة حاول فيها بعض ولاتها الاستقلال عن الحكم المركزي في المشرق مثل ما فعل الوالي عبد الرحمان بن حبيب الفهري من إعلانه الاستقلال عن الدولة العباسية .

-ب- الدور الحضاري  (الاجتماعي و الديني ) :

ضمت القيروان أجناس مختلفة من السكان الى جانب البربر الذين تقبلو الإسلام و ساهموا في نشره خاصة في الاندلس , وقد تواجدت بالمدينة أجناس أخرى أهمها العرب من الجزيرة العربية بمختلف قبائلهم مثل مُضَرُ و ربيعَة و قحطاَن ..الى جانب العجم و هم من أسلم من الفرس و الروم و قد ساهم هذا الخليط الاجتماعي في الازدهار الاقتصادي و الثقافي للقيروان .

أما دينيا فقد قام الخلفاء الامويون بأرسال الصحابة و العلماء الى افريقية لتعليم السكان مبادئ الإسلام و اللغة العربية و بذلك أصبحت القيروان أهم مركز ديني في الجناح الغربي للعالم الإسلامي .

خاتمة : ساهمت القيروان في دخول سكان المغرب و الاندلس الإسلام و تعريبهم فبعد المقاومة البربرية الشديدة اندمج هؤلاء تدريجيا في الحضارة العربية الإسلامية و كونو كيانا مغاربيا مترابطا اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا .



هل اعجبك الموضوع :

تعليقات