درس أزمة الثلاثينات الاقتصادية
مقدمة : تعتبر أزمة الثلاثينات الاقتصادية أهم حدث
تاريخي في فترة ما بين الحربين و قد اندلعت الازمة في أكتوبر 1929 بالولايات
المتحدة الامريكية ثم اتسعت رقعتها لتشمل أوروبا و بقية دول العالم .و قد تميزت عن
بقية الازمات الدورية للنظام الرأسمالي بضخامتها
و شموليتها و طول مدتها . ماهي أسباب هذه الازمة و نتائجها ؟
و ماهي الحلول التى أعْتُمدت لتجاوزها ؟
للاطلاع على كامل الدرس بصيغة pdf اضغط هنا
أسباب الازمة
1- ضخامة الانتاج و قصور الطلب : على كافة المستويات :
-أ- فلاحيا : سعى الامريكيون الى استغلال حاجة أوروبا للانتاج
الفلاحي بعد الحرب العالمية الاولى فوسعو مساحاتهم الزراعية و طورو وسائل انتاجهم
معتمدين في ذلك على القروض البنكية و لما
استرجعت اوروبا مكانتها الفلاجية تراكم الانتاج الامريكي و تكدست الفوائض فعجز
الفلاحون الامريكيون عن تسدسد ديونهم خلصة مع بروز منافسين جدد في السوق العالمية
.
تفوق العرض
على الطلب و بالتالى صعوبة الترويج و تراجع الصادرات فتراجعت مداخيل الفلاحين
.
-ب صناعيا :
- تميزت فترة العشرينات بنضج الثورة الصناعية الثانية و
بروز مجتمع الاستهلاك .
- تنظيم العمل باعتماد أساليب جديدة مثل التيلرة ,
الفوردية , المعايرة مماساهم ارتفاع
الانتاجية ب 43% بالاضافة الى التركز الرأسمالي و ارتفاع
الانتاج الامريكي , و استعادة أوروبا نسق انتاجها منذ 1925 في المقابل تباطئ نسق
نمو الاجور الذي بلغ 16% مما ادى
الى تراجع القدرة الاستهلاكية و صعوبة الترويج و تراكم الانتاج و المخزونات
.
- لتدارك قصور الاستهلاك تم اعتماد الاشهار و البيع
بالتقسيط و القروض من أجل تنشيط الاستهلاك .
èقصور و عجز الاستهلاك عن مسايرة القوة
الانتاجية بسبب بطئ نمو القدرة الشرائية بالاضافة الى استعادة أوروبا قدراتها
الانتاجية منذ منتصف العشرينات .
-ج- تجاريا :
كانت الو.م.أ بعد الحرب العالمية الاولى أول مُصدر و أول
مُستورد في العالم , و لكن منذ سنة 1921 اعتمدت سياسة حمائية فقلصت وارداتها مما
أدى الى تراكم صادرات البلدان المتعاملة معها .
2- المضاربة في البورصة ( الازمة المالية )
نظرا لما حققته الشركات الامريكية ( الاقتصاد الامريكي) من أرباح حدث تهافت
كبير من مختلف فئات المجتمع الامريكي على
شراء أسهمها فارتفعت قيمة الاسهم بنسبة 89% بين سنة 1927 و 1929 في حين لم يرتفع
الانتاج الصناعي بأكثر من 13 % في نفس الفترة و أقبل الناس على الاقتراض من
البنوك لشراء مزيد الاسهم بهدف بيعها بسعر
أكبر . ولكن لما اتضح أن فائض القروض الذي
بلغ 9% ( ارتفاع فائض القروض بسبب التهافت على
الاقتراض) قد تجاوز ربح الاسهم الذي كان لا يتعدى 2% فهلع الناس و
تهافتو من أجل التخلص من الاسهم بسرعة و بيعها في البورصة حيث تم عرض 13 مليون سهم
للبيع يوم 24 أكتوبر 1929 و سمي بالخميس الاسود .
انتشار الازمة في العالم
- باستثناء روسيا امتدت الازمة الى أورويا و منها الى بقية
بلدان العالم نتيجة ترابط الرأسمالية و الوزن الاقتصادي الكبير لو.م.أ في العالم و
يعود سبب الانتشار الى سحب البنوك الامريكية أموالها من البنوك الاوروبية حيث كانت
توظف في شكل قروض قصيرة المدى و استثمارات مما ادى الى افلاس العديد من البنوك
الاوروبية .
-اتباع الو.م.أ سياسة حمائية أدت الى انخفاض وارداتها
فانخفضت بذلك صادرات البلدان المتعاملة معها .
- النمسا و المانيا من أول الدول التى وصلتها الاومة
منذ1930 بسبب سحب الو.م.أ لاموالها و نتج عن ذلك عجز ألمانيا عن دفع التعويضات
لفرنسا و انقلترى منذ 1931 .
- انقلترى : انخفض مؤشر انتاجها الصناعي و تراجع قيمة
صادراتها و انهيار الجنيه الاسترليني £ بنسبة 30% .
- فرنسا وصلتها الازمة متأخرة نسبيا سنة 1933 بسبب ضعف
صادراتها و قلة ديونها الا انها تضررت من انخفاض الجنيه الاسترليني و تضررت من
توقف التعويضات الالمانية .
- اليابان كانت اول المتضررين لأن 30% من صادراتها كانت
موجه الى الو.م.أ فانهار اليان ¥ الياباني و فقد 60% من قيمته .
- انتشرت الازمة بالبلدان المُصَدرة للمواد الاولية
الخام و الفلاحية للو.م.أ و ذلك نتيجة تراجع الواردات الامريكية.
- انتشار الازمة بالمستعمرات نتيجة اقدام البلدان
المُستَعْمِرة على اغراقها بالبضائع مما أدى الى تدهور الانتاج المحلى .
- بلغت الازمة اوجها في العديد من البلدان الى حد اضطرارها الى اتلاف فائض الانتاج للحفاض على الاسعار مرتفعة .
نتائج الازمة
1- النتائج الاقتصادية : تتمثل في :
- انهيار الانتاج الصناعي العالمي بنسبة 30% و انهيار أسعار
الانتاج الصناعي بنسبة 30% للمصنوعات و 50 % للمواد الاولية .
- تكدس البضائع الفلاحية و انهيار أسعارها الى حد اتلاف
الفوائض للحفاض على الاسعار .
- انهيار قيمة التجارة العالمية و تقلص حجم المبادلات
التجارية في العالم منذ سنة 1930 نتيجة قصور الطلب و تطبيق العديد من الدول سياسة
حمائية بترفيع المعاليم الجمركية لحماية صناعتها .
- التجاء بعض الدول ( خاصة الانظمة الكليانية) الى
اعتماد أساليب تجارية جديدة مثل المقاضة أي مبادلة البضاعة بأخرى لفرض التصدير .
- كما سعت بلدان أخرى الى اغراق الاسواق بالبضائع من أجل
القضاء على المنافسة و ذلك بالتخفيض من قيمة المرابيح الى حد البيع بسعر التكلفة .
- تفكك النظام النقدي العالمي حيث اعتمدت الدول الكبرى
سياسة التخفيض في قيمة العملة و انقسام العالم الى مناطق نقدية متنافسة مثل منطقة
الجنيه و منطقة الدولار و منطقة "كتلة الذهب" .
2- النتائج الاجتماعية
تعليقات
إرسال تعليق